طلاب العرب Arab students
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمــات، بالضغط هنا كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.




 

 توجهات عنصرية في زمن الإنسان

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
hayemfr

avatar


عدد المساهمات : 23234
نقاط : 69351
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 28/09/2012
العمر : 41

توجهات عنصرية في زمن الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: توجهات عنصرية في زمن الإنسان   توجهات عنصرية في زمن الإنسان Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 04, 2012 8:38 am

توجهات عنصرية في زمن الإنسان 98970eecf0



إن الذي ينشأ في محيط يؤمن بالتمييز ضد الأنثى، يسري في وعيه أن الإنسان خاضع للتراتبية التي تطال قيمته الإنسانية. ومن ثم، لا يتحسس من مظاهر التراتبية الأخرى التي تظهر في الديني أو الطبقي أو العشائري أو المناطقي


من البدهيات التي لا يورث تكرارها إلا مزيداً من الملل لدى القارئ النوعي؛ التأكيد على إنسانية الإسلام، وأنه - من حيث نصوصه الأولى - دين العدل والمساواة والإخاء الإنساني. لكن، وعلى الدرجة نفسها من الوضوح؛ يدرك المهموم بالثقافي والإنساني، أن الثقافة الأولى (العربية) التي تلقت الإسلام، واحتضنت مفاهيمه، وقامت بتعميمه، لم تكن ثقافة حضارة أو تسامح، وإنما كانت ثقافة عنصرية موغلة في التعنصر والإقصاء.

إذن، كان هناك نسقان ثقافيان متجاوران في المنظومة الثقافية العربية؛ في لحظات انبنائها وتشكلها: نسق ثقافي إنساني، يمتاح من تعاليم الإسلام الواضحة في تأكيده على المساوة الإنسانية. ونسق عروبي آخر، مليء بالتعنصر والتحيّز وازدراء الآخر، وتأكيد التفاوت الطبقي وال***ي والعشائري.

وبما أنهما نسقان متجاوران، وعميقان في الوجدان العربي، فقد كان من الطبيعي أن يحاول كل منهما إخضاع الآخر لنسقه؛ خاصة وأن كثيراً من القيم التي رافقت تشكل الإمبراطورية الإسلامية العربية، لم تكن تحتمل التقسيم؛ لأنها متضادة في اتجاهها القيمي، فكان لا بد من إدماج أحدهما في الآخر، أو ترويضه لقيمه؛ لكون الواقع العملي لا يحتمل هذا التضاد القيمي.

النسق الثقافي العربي الجاهلي لعنصري، بقي كامناً في لحظات الانبهار الأولى بالإسلامي. وكان المشرع الأول يحاول قمعه؛ كلما حاول الظهور بمظهره اللاإنساني، حتى ولو كان ذلك على يد أخلص أتباعه. ف "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، و"كلكم لآدم، وآدم من تراب"، و"دعوها فإنها منتنة"، و"إنك امرأ فيك جاهلية"... إلخ نصوص الأنسنة، ليست إلا محاولة لقمع النفس العنصري الكامن في الثقافة العربية، والمتجذر في الوجدان العربي.

لكن فترة الانبهار بالمشروع القيمي الإسلامي لم تدم طويلا. فقد كانت الثقافة العربية الحاضنة، والتي لم يستطع الوعي التخلص من أسرها بعد، تتحين الفرصة للانقضاض على المبادئ الجديدة التي لم تتجذر بعد في النسق الثقافي؛ حتى ولو كان بعض النفوس قد تشبعت بها، وكانت على استعداد للوصول بها إلى آمادها.

لقد حدث هذا الانقضاض القيمي / الثقافي بعد مقتل الخليفة الثاني. ورغم أن الخليفة الرابع حاول - بإصرار لا حدود له - أن يعيد الحياة إلى تلك القيم، بتفعيلها في الواقع الاجتماعي والسياسي من جهة، وبضخها في الخطاب الثقافي - عن طريق الخطابة - من جهة أخرى؛ إلا أنه دفع حياته ثمناً لهذا الإصرار الذي كان به يعاند نسقاً جاهلياً يمتد لقرون، بينما كان تاريخ نسقه الإسلامي المضاد لأنساق الجاهلية، لا يتجاوز ثلاثة عقود.

انتصر النسق اللاإنساني الجاهلي بعد مقتل الخليفة الرابع. وبدأت تجليات هذا النسق العنصري تظهر على السطح؛ بفضل النفوذ الأموي الكاسح، والذي كان هو - بذاته - من تجليات ثقافة التعنصر الجاهلية. أي أن هذا النفوذ (الدولة الأموية العنصرية) أتت كنتيجة لطغيان النسق، وفي الوقت نفسه، سيكون هذا النفوذ هو المعزز لهذا النسق الثقافي العنصري المتمحور حول العرب والعروبة؛ مع أنه كان يحكم باسم الإسلام الذي يقف في مواجهة هذه الثقافة: ثقافة الارتداد.

وللأسف، فإن القرن الأول والثاني، هما القرنان اللذان كتبت فيهما مدونة العرب الأولى، وفيهما تشكلت هوية الثقافة العربية / الإسلامية، عن طريق وعيها بالاختلاف، بعد لقائها بالثقافة الأخرى. كانت ثقافة في تمظهرها إسلامية، بينما اللغة (الثقافة) الوعي، كانت مشدودة إلى واقع ومواقع الإنسان العربي. وبهذا صاغت الإسلام في جزئياته اللاقطعية، والمرتبطة بالواقع العملي؛ فجيرتها لصالح النسق العربي؛ لتطغى هذه الجزئيات التي أصبحت حياتية بعد ذلك، فتصبح ضاغطة على الوعي، ومن ثم على كل كتابة ثقافة، أياً كانت هويتها التخصصية، وأياً كان حقلها المعرفي.

إذا أضفنا إلى كل ذلك، أن هذه المدونة، قد تمت صياغتها في زمن انتصار العربي، وامتداد نفوذه (فتوحاته) إلى مشارق الأرض ومغاربها، أي في لحظات تضخم الذات بفعل تضخم المكانة في الواقع، أدركنا أن الرؤية العنصرية الكامنة في الثقافة، قد وجدت لها من التاريخ ما يعززها، ويؤكد لها تفوقها على بقية الأجناس غير العربية. العربي الذي كانت ثقافته الجاهلية تحكي له تفوقه العنصري على كل الأجناس، وجد الواقع الإسلامي الجديد، لا ينفي هذا التأكيد الثقافي؛ كما كان إبان العصر الجاهلي، بل وجده تصوراً ثقافياً معززاً بفعل السيطرة الأموية، والنفوذ العربي الذي جعله الأمويون سيطرة عربية عنصرية، في مقابل المسلم غير العربي، أي في مقابل: الموالي أو الأعاجم.

هذا الازدواج في الثقافة الإسلامية، التي هي - في هويتها العميقة - عربية، بفعل اللغة وبفعل الثقافة وبفعل التاريخ، هو المسؤول عن الازدواج بين قيم الإسلام العامة التي يصّرح بها الجميع، وخاصة من مقترحي الحل الإسلامي الشمولي، وبين الأبعاد السلوكية التي تمارس في الواقع، وتدعمها - على حد ما - جزئيات اجتهادية، تسربت إلى الوعي من جراء ضغط الموروث الثقافي المشحون بالعنصري واللاإنساني.

الموروث بتشوهاته؛ بقي - للأسف - فاعلاً في التاريخ الإسلامي إلى عصرنا الحاضر. وقد أنتج ذواتاً مشوهة، لا تنكر من اللاإنساني منكرا، ولا تعرف من الإنساني معروفا. ولولا الأثر الإيجابي للحضارة الغربية التي حرمت الرق؛ فحررت الإنسان، وأنقذت البشرية من نير الاستعباد؛ لبقينا رهن سياقنا التاريخي الذي عجز عن تجاوز نفسه بنفسه. وكانت صرخات التحرير الأولى التي أسست لنهاية التمييز بأنواعه، تنبعث من أوروبا الحديثة، فتخرج الثورة من حناجر فلاسفة الأنوار، وتكتب آياتها بدماء أولئك الأحرار.

وبفضل الكفاح الثقافي المتواصل للإنسان الأوروبي؛ أصبح (الرق) جريمة كبرى، والتمييز العنصري بأنواعه خطيئة تصم ممارسيها قبل غيرهم. واستطاعت المنظومة الثقافية الغربية - عبر جهاد طويل - أن تنشئ المؤسسات التي تتابع الخروقات التي تطال حقوق الإنسان، بحيث أصبحت تلك الثقافة الإنسانية، أشبه بالضمير العالمي الذي يحكم - أخلاقياً - تصرفات العالم اليوم. وبفضل كل تلك الجهود، أصبح الإنسان اليوم، يعيش زمن الإنسان.

لكن، هل استطاعت الثقافة العربية، ومن ورائها الإنسان العربي، أن تشتبك مع هذه الثقافة العالمية التي تصوغ زمن الإنسان؟! هل تحررت ثقافتنا العربية التي تحدد رؤيتنا لذواتنا وللآخر من تشوهاتها العنصرية المزمنة، بعد أن أجبرت على أن تعيش حاضرها، وتؤسس لمستقبلها الواعد، أم أنها لا زالت أسيرة بؤسها الذي يخلق عالمها البائس، - وفي الوقت نفسه - يتخلق به؟!

إذا بحثنا في الطروحات التقليدية المؤثرة في وعي الجماهير وسلوكها؛ وجدناها لا تتحرج من النفس العنصري الذي تنطوي عليه، بل ربما تواطأت عليه، في ظل غياب الوعي بالطروحات الإنسانية المعاصرة التي تؤسس لقيمة الإنسان.

ليست المأساة في وجود توجهات وممارسات عنصرية في هذا المكان أو ذاك، فالجريمة لا تنفصل عن الاجتماع الإنساني، أنى وجد، وإنما المأساة أن تجد هذه التوجهات، وتلك الممارسات، من يبرر لها، وربما؛ من يدافع عنها!؛ فضلاً عن الجريمة الكبرى في الشرعنة لها؛ بغية بقائها واستمرارها.

إن التمييز والعنصرية والنفي، ممارسات سلوكية متعينة في واقعنا، نراها بأعيننا ليل نهار، بصور شتى، وعلى درجات متفاوتة؛ حتى وإن حاولنا التغاضي عنها، أو التقليل من آثارها الاجتماعية التي لا يمكن إلا أن تكون مدمرة في مؤداها الأخير. وهي ليست ممارسات سلوكية عابرة، بل هي ذات أبعاد ثقافية، تستحيل مكافحتها دون التصدي لحقلها الثقافي، دون أن يعنى ذلك التهوين من أثرها السلوكي المتعين .

التمييز الديني، ومنه التمييز المذهبي والطائفي، أصبح من الظواهر النامية التي تستدعي مزيداً من القلق الإنساني على مصير الإخاء الاجتماعي في كثير من أقطار العالم العربي. ومع أن هذه العنصرية الدينية التي تقيم التمييز (التمييز الذي يطغى على الإنساني) على أساس الدين، لها امتداداتها في الثقافة التقليدية الجماهيرية، إلا أن ذلك لا يبرر تناميها، بل يقودنا إلى تلمس المداخل الموضوعية للحد من استشرائها؛ عبر مساءلة الثقافي ابتداء..

لقد كان المتوقع من الخطاب الديني العصراني، الذي طال أكثر الفرق والطوائف الإسلامية، على امتداد أكثر من قرن كامل من الفعل الثقافي، أن يكون أدى دوراً إيجابياً في التخفيف من حدة التعنصر الديني. لكن الواقع يشهد بعكس ذلك. وهذا دليل على أن التقليدية كنسق، مازالت هي المهيمنة على السياق العام للخطاب الديني، عند معظم الطوائف والمذهبيات.

الصورة التي تحملها كل طائفة عن الأخرى، هي صورة من صنع الأنا؛ وليست من صنع الآخر. الهويات الدينية والطائفية والمذهبية قائمة على التمايز. وهذا طبيعي في تشكل الهويات. لكن، ليس بالضرورة أن تقوم على التمييز والتعنصر وازدراء الآخر. فالتمايز الذي يحدد معالم الاختلاف، لا يستدعي - بنفسه - التعنصر الذي يستدعي العداء، بل يستدعيه الفاعل الثقافي المؤدلج، داخل كل دين أو مذهب أو طائفة. ويبقى الإنسان ضحية هذه العنصرية العمياء.

وإذا كان التمييز الديني يتشرعن بالديني، فإن التمييز الطبقي، يأخذ شرعيته من منظومة الأعراف والتقاليد. وهي أعراف وتقاليد، لم تأت من فراغ، وإنما صنعتها الثقافة في جدليتها مع الواقع، وتكفلت هذه الجدلية باستمرارها وتناميها. ومع أن الدين يحث على الإخاء، ويرسي قواعد المساواة، إلا أن الثقافة التي تشكلت عبر قرون من التمييز الطبقي، لم تكن لتفسح المجال للفاعلية الدينية في الوعي الجماهيري العام؛ فبقي وعياً يعاني من الازدواجية بين وعيه المتشكل بفعل ثقافة ترسخ التمييز، وبين مبادئ الإسلام التي تحث على الإخاء والمساواة.

هذا التمييز يظهر أشد ما يظهر في طريقة التعامل مع الوظائف الدنيا، وخاصة طبقة العمال. فالحد الأدنى من الأجور، أو من المسكن، أو طريقة التعامل، لا يتوافق مع كوننا نعيش زمن الإنسان. من حق العامل أن يعمل نوع العمل الذي يريد، بالمكان الذي يريد، والزمن الذي يريد، والأجر الذي يريد، أي لا يجبر (لا يجبر بالقوة، ولا أقصد أنه يختار؛ فيجب تحقيق خياره) على أي من ذلك. وبهذا المعنى، لا يصبح هناك مبرر للتساؤل عن إشكالية هروب العمال، من رجال أو نساء، إذ لا معنى للهروب من العمل إلا القسر والإجبار على العمل، والذي يدخل في سياق مفهوم الاسترقاق. أما في سياق التراضي الحر، فالعامل - في ضوء نوع العمل وزمانه ومكانه وأجره - بالخيار.


يتبـــع


توجهات عنصرية في زمن الإنسان 98970eecf0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mossab12

mossab12


عدد المساهمات : 2044
نقاط : 2044
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/06/2013
العمر : 34

توجهات عنصرية في زمن الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: _da3m_12   توجهات عنصرية في زمن الإنسان Icon_minitimeالأحد يونيو 16, 2013 3:00 pm


توجهات عنصرية في زمن الإنسان 76
سأكتبُ كل العباراتِ في ورقٍ مخطوط ْ
لأجعل منها أروع أكليل من الحروفِ والكلماتِ
والزهور والأنغامْ
وألحانِ الشكرِ والاحترامْ
لأقدمها لكِ تعبيراً عن شكري وإمتناني لطرحكي الكريم ,,
تحياتي الوردية ...

توجهات عنصرية في زمن الإنسان 76
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
توجهات عنصرية في زمن الإنسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فرنسا تبني أكبر مساجد أوروبا في مارسيليا وردود فعل عنصرية
» كيف تتعامل مع هذا الإنسان؟
» الإنسان إذا أحب إنساناً آخر
» الإنسان والبحر
» الإنسان يشبه قلم الرصاص

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كونتر سترايك | counter strike :: المتدى العام :: المنتدى المفتوح-
انتقل الى:  
الأعلانات النصية
أعلانات نصية
إعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلان
إعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلان
إعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلان
إعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلان
أعلانات الفريق
إعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلانإعــــــــــلان
 

© phpBB | التبليغ عن محتوى مخالف