[align=center]
خذوا شهاداتي
لدينا متناقضات كثيرة في تعاملنا مع المرأة فنحن نريد طبيبة تعالج نساءنا ومعلمة تقوم بتعليمهن وسوقاً نسائياً لهن ونريد أن يجلسن في البيت فالمرأة خلقت له ونقول البنت من بيت أبيها إلى بيت زوجها ثم إلى القبر لا أعلم مروراً بأي طريق او كيف سيتم تحويلها بين هذه الأماكن الثلاثة خشية أن لا تراها العيون.
الرجل الملتزم هو الذي يقول مكانك البيت لزوجته وهو الذي يريد إمرأة أخرى من وجهة نظره لا تتسم بالصلاح والتقوى لأنها خرجت للعمل يريدها ان تعالج زوجته ويحمد الله أنها لا تمت بصلة له فهي امرأة ولكن ربما من نوع آخر يعني هناك ازدواجية شنيعة مؤلمة والحديث يقول حب لأخيك ما تحب لنفسك الذي يحرمه ذلك الرجل لنسائه يحلله للأخريات وقت حاجته لهن بالإضافة لحاجته للنساء العاملات فهو وفي كثير من الأحيان ينظر لهن باحترام يقابله ازدراء لزوجته القابعة في البيت في نظره أن الأخرى متعلمة تفهم وقد يتزوجها لإسعافها مما آلت إليه حالتها فيعرض عليها إنقاذها السريع قبل الوصول لمرحلة البكاء والذل طبعاً ليس حباً فيها أو عطفاً عليها بل رغبة فيما تقبضه في نهاية كل شهر والحمدلله اننا يسرنا لرجالنا العديد من القنوات والطرق للوصول إلى أهدافهم وهكذا نصل إلى ثلاثة انواع من النساء في حياة الرجل.
- الأولى الزوجة المغلوبة على أمرها والمقهورة التي لا حول لها ولا قوة التي يتزوجها الشاب الرجل في بداية حياته لتكون أم العيال وتقوم بدور الزوجة تطبخ تكنس وتساعد هذا الزوج حتى يشتد عوده ويتمكن من بناء فيلا للعيال وأم العيال هذه الزوجة لابد ان تكون صغيرة في السن لتقوم بالوظيفة البيولوجية "الإنجاب" وليس من الضروري أن تكون عاملة أو متعلمة.
- الثانية المرأة العاملة المتعلمة والتي فاتها قطار الزواج والتي يحزن عليها الرجل ولكن هذه المرأة العاملة سواء كانت طبيبة أو ممرضة او معلمة هذه المرأة منحة السماء دورها منع الاختلاط فهي تسعى لطمأنة زوج النوع الأول من النساء فهي تقوم بخدمة زوجته وقد يستفيد أهلها من معاشها الشهري أو تكون إسعاف الأسرة في حالات الطوارئ.
- اما النوع الثالث ففي وظيفتها هي خليط من الأولى والثانية فهي في بداية حياتها عاملة ولكن بعد سنوات من العمل وضياع فرصة الزواج تبدأ في النحيب و البكاء وتقول خذوا شهاداتي كلها وأعطوني زوجاً يعني هي في بداية حياتها خادمة بعلمها وثقافتها للرجل عن طريق زوجته تضحي وتساهم في سعادة الأولى وبقاء الأسرة متماسكة ثم في النهاية لابد أن تصاب بالاكتئاب والبكاء والندم وتبحث عن الرجل الفارس الشهم في سنوات عمرها اللاحقة أي عندما تكبر وتكون على وشك التقاعد فإن الرجل يصورها على أنها منهارة خسرانة وباكية وربما ترضى به زوجاً.
وبما أن رجالنا يعطيهم العافية فيهم من الشهامة ما يكفي فانهم سيردون عليها هاتفين جئناك يا أخت العرب وبالتالي من الممكن أن ينقذ أحدهم ثلاثة بالإضافة طبعاً للمرأة رقم واحد وان كانت رقم واحد شديدة وذات شخصية قوية ويخاف صاحبنا منها فالحمدلله هناك زواج سري مضمون لا مين سمع ولا مين شاف "المسيار" وبالتالي هناك خدمة مقابل خدمة أخرى فهذه المرأة العاملة التي فاتها قطار الزواج ينقذها الرجل الشهم ويتزوجها لتساعده على مصاريف الأسرة وتسديد ديونه خاصة بعدما زاد عدد الأطفال وزادت ضغوط الحياة المادية.
أهذا جزاء التي تخدم نساءنا؟ جزاؤها أنها المسكينة وبعد سنوات عمر اضاعتها في خدمة المصونة انها ستبكي وبمرارة وتقول خذوا شهاداتي وأعطوني زوجاً.
لا أنكر اهمية الزواج في حياة المرأة كما هو في حياة الرجل ولكن الغريب في رجالنا ومجتمعنا ذلك الاستخدام المؤلم المضحك للمرأة تلك الازدواجية في المعايير وتسخير المرأة لخدمة الرجل في جميع مراحل حياته.
وفي النهاية كأننا نحتاج لأكثر من نسخة نسائية لإسعاد الرجل.
بقلمـ
د. حنان حسن عطاالله
[/align]