نبدأ بهذه القصيدة الرائع التي يرد فيها الشيخ على قصيدة الشابي المشهورة (إذا الشعب يوما)
وعنوان قصيدة الشيخ هو
قدر الله وغرور البشر
أقولُ لَمنْ كُفَّ عنه النّظرْ... ****... وخالَ الظّلامَ هدىً واغْتَرَرْ
إذا الشعبُ يوماً أراد الحياةَ... ****... فقد ْ يستجيبُ مليكُ القدر
فربُّ الأنامِ قضى ما يشاءْ... ****... ومنْ نازعَ الربَّ فيه كفرْ
فجلَّتْ صفاتٌ له في الوجودْ... ****... هو اللهُ ربُّ القُوى والقَُدَرْ
وحسبُ العبادِ سؤالُ الإلهْ... ****... فيُرجى فيعطي فقيراً صَبَرْ
وحسبُ الشعوبِ جهادٌ كبيرْ... ****... وبذْلُ النفوسِ وقدحُ الفِكَرْ
بطولِ افتقارٍ يُجابُ الدعاءْ... ****... وصدقِ التجاءٍ يُنالُ الوَطَرْ
فإلّا يُعَجِّلْ لهم في الحياةْ... ****... فجنَّات عدْنٍ لهُمْ والنَّهَرْ
وإلّا يُحقّق مرادَ النّفوسْ... ****... فرضوانُه خيرُ ما يُنْتَظَرْ
بِذُلِّ السجودِ تُنالُ الجنانْ... ****... وكِبْرُ النفوسِ طريقُ سَقَرْ
وسوءُ الكلامِ هلاكُ الأنامْ... ****... ولا سيَّما مِنْ جَهولٍ هَذَرْ
أناْخذُ مِنْ شاعرٍ ما افتراهْ... ****... ونتركُ آياتِ ربِّ البَشرْ
أتُعطى القوافي رهيفَ السماعْ... ****... وفِكرَ العقولِ وتُقْصى السُّوَرْ
ومن لا يميِّزْ سوادَ الليالْ... ****... وضوءَ الضّحى فعديمُ النَّظَرْ
ومن ضمَّ جهلاً لِكِبْرٍ وتيهْ... ****... سواءٌ لديه الحصى والدُّرَرْ
وطعنُ الحرابِ بمَيْتِ الجسومْ... ****... كمسِّ الحريرِ ووخْزِ الإبَرْ
ومنْ يَحْنِ هاماً أمامَ الطغاة... ****... يعشْ أبد الدهر بين الحُفَرْ
خُلقت كريماً تحبُّ الحياة... ****... فلا تخلطن صفوَها بالكَدَرْ
وإنكارُ ما يُفترى واجبٌ... ****... أسرَّ به قائلٌ أمْ جَهَرْ
سكوتُ الشيوخِ على المنكرات... ****... سِفاحُ التقاةِ ولو بالنَّظَرْ
فلا تَحقِرَنْ كِلْمَةً من فمٍ... ****... فَجُلُّ اللّظى مِنْ صَغير الشَّرَرْ
إذا المنكرات بقومٍ فشتْ... ****... ولم يُنكروها فما يُنْتَظَرْ
عذابٌ أليمٌ يَعُمُّ البلادْ... ****... وعنْ قَدرٍ ليسَ يُغني الحَذَرْ
فجرِّدْ حُسامَكَ وانوِ الجهادْ... ****... ومَنْ يَنْصُرِ اللهَ فيه انْتَصَرْ