[align=center]آكملآ لمآ سبقـ
الآن مخيّلتك عبارة عن وعاء فقط .. فأنت تمضي في تخيّلاتك .. و لا شيء يحصل ..
و لكن في بعض الأحيان ، بدون معرفتك .. تحصل بعض الأشياء في الحياة العادية أيضا..
تُفكّر في صديقٍ لك .. و إذ به يطرِق الباب ..
تقول أن قدوم صديقك صدفة..
أحيانا مخيّلتك تعمل كأنها مُصادفة .. و لكن مهما كان الوقت الذي حصل فيه هذا .. حاول الآن وتذكّر و حلّل الأمر بكلّيته ..
عندما تشعر بأنّ مخيّلتك أصبحت واقعيّة .. اذهب للداخل و راقِب ..
.. لا بد أن انتباهك في مكان ما كان قريباً من العين الثالثة ..
بأي لحظة تحصل هذه الصدفة : فهي ليست صدفة .. تبدو لك هكذا لأنك لا تعرف علم هذا السر..
إن فكرك يكون قد انتقل دون وعيك إلى قرب مركز العين الثالثة ..
إذا كان انتباهك في العين الثالثة ..يكون تخيّلك كافي لتحقيق أي ظاهرة ..
تقول هذه السوترا أنك عندما تصبح متمركزاً بين الحاجبين وتستطيع أن تشعر بجوهر النَّفَس .. و تدع الشكل يمتلئ ..
تخيّل الآن أنّ الجوهر يملئ رأسك كلّه .. بالتحديد القسم الأعلى منه .. الساهاسرار...أعلى مركز نفسي...
في اللحظة التي تتخيل فيها ذلك سيصبح مليئاً .. هناك (في قمة الرأس) دَعهُ يغدِقُ مثل النّور ..
جوهرُ البرانا هذا يغدق من قمة رأسك كالنّور .. و سيبدأ يغدق ، و تحت وابل النور سوف تنتعش وتُولد مِن جَديد.. أصبحتَ جديداً تماماً .. هذا هو معنى الولادة الجديدة الداخلية ..
إذاً أمران .. الأول تمركزك في العين الثالثة، وتصبح مخيّلتك قويّة جبّارة .. لذا نؤكّد كثيراً على النّقاء .. قبل عمل هذه التمارين كُن نقياً .
النقاء لا يعني المفهوم الأدبي للتانترا.. النقاء مهم .. لأنك بتركيزك على العين الثالثة دون نقاء فكرك، تصبح مخيلتك خطرة .. خطرة عليك و على الآخرين ..
إذا كنت تفكر في قتل أحد ما .. إذا كانت هذه الفكرة هي المسيطرة على بالك .. التخيّل وحده كفيل بقتل الشخص .. لذا نؤكد و نصرّ على النقاء قبل الشروع بالتأمل.
قِيل لفيثاغورث أن يصوم عبر تنفس معين .. ( هذا التنفس ) لان الإنسان بهذه الحال يسافر إلى مكان خطر جدا .. ، و بتواجد الطاقة و القوة يتواجد الخطر .. فأفكارك غير الصافية ستستغل الطاقة مباشرة..
لقد تخيَّلت مرارا أن تَقتُل و لكن المخيلة لم تعمل .. من حُسن حظِّك ... لأنّها إذا عملت و إذا تجسّدت بسرعة .. عندها ستصبح خطرة .. ليس فقط على الآخرين و لكن على نفسك أيضا ! .. لأنك كثيرا ما قد فكَّرت بالانتحار ..
تركيز الفكر في العين الثالثة و مجرد التفكير بالانتحار سوف يصبح انتحاراً ، و لن يكون لديك الوقت لتفكر أو تغيّر فهذا سيحصل مباشرة ..
لا بد أنك شاهدت شخصا يُنوَّم مغناطيسياً ، عندما يُنوّم الشخص مغناطيسيا يقول المنوم كلمة و المنوَّم سينفّذ فوراً ..
مهما كان الطلب مضحكا ، مهما كان غير منطقي أو مستحيلا فالمُنوَّم سينفّذ .. ما الذي يحصل؟؟؟؟؟؟؟
يرتكز التنويم المغناطيسي على هذه القاعدة الخامسة .. عندما ينوَّم الشخص مغناطيسيا ، يطلب إليه أن يركّز انتباهه على نقطة معينة ( على ضوء معين)
بتركيز عينيك على أي نقطة محددة ، خلال ثلاث دقائق يبدأ انتباهك الداخلي بالجريان نحو العين الثالثة ،
و في الدقيقة التي يجري فيها الانتباه نحو العين الثالثة ، يبدأ وجهك بالتغير ، و المنوِّم المغناطيسي يعرف عندما يبدأ وجهك بالتغير ،
فجأة يفقد وجهك كل الحيوية و يبدو ميتا .. كأنّك نائمٌ بعُمق ، و المنوّم يعرف مباشرة عندما يفقد وجهك البريق و الحياة ،
هذا يعني أنّ انتباهك قد جذبَته العين الثالثة ، أصبح وجهك ميتا .. الطاقة بكاملها تجري نحو العين الثالثة ..
نقطة على الحائط أو شيء آخر كَعَينَي ّ المنوِّم مثلا..
و هنا يعرف المنوِّم أن كل ما يقوله سيتحقق .. يقول ..[أنت الآن تغرق في نومٍ عميق].. و فعلا تغرق ..
يقول[أنت الآن غيرُ واعٍ].. و تفقد وعيك مباشرة ..
الآن كل شيء ممكن أن يحصل ، .. إذا قال ...[أصبحت الآن نابليون].. فتصبح نابليون ..
ستبدأ بالتصرف مثل نابليون ، ستبدأ بالتحدث مثل نابليون، إشاراتك ستتغيّر ، لا وعيك هو الذي سيقود ويَخلق الحقيقة ..
إذا كنت تعاني من مرض ما ، بالإمكان الآن الأمر بزوال المرض ، فيزول ، أو خلق أي مرض آخر!..
إن مُجرّد وَضع حجر عادي من الشارع في يدك ، و المنوِّم يقول ..[ هذه نار في يدك ]: وستشعر بحرارة شديدة ستحرق يدك ، ليس فكريا فقط، و لكن على أرض الواقع!
في الحقيقة بشرتك ستحترق ، ستشعر بالاحتراق ،
ما الذي يحصل ؟ لا توجد أي نار ، هناك حجر عادي ، بارد . كيف ؟ كيف يحصل هذا الاحتراق؟
أنت مُمَركَز في مركز العين الثالثة ، مخيّلتك تُعطى الأوامر عبر المنوم و هي تُحَوَّل ذلك إلى حقيقة .. إذا قال المنوم ..[أنت ميت].. ستموت حالا ، سيتوقف قلبك عن العمل .. نعم سيتوقف ...
هذا يحصل بسبب العين الثالثة ، المخيلة في العين الثالثة و في الواقع هما غير منفصلين .. المخيّلة هي الحقيقة ..
تخيل فقط و الأمر يحصل .. لا فرق بين الحلم و الواقع .. لا فرق بين الحلم و الواقع
احلم و هذا يتحول واقعا... لذا قال شانكارا أن كل العالم ليس إلا حُلما ألهيا .. حُلم الإله .. هذا لأن الإله متمركز في العين الثالثة ، دائماً .. وأبدياً ..
لذا كل ما يحلم به الإله يتحول واقعا ..إذا ركزت أنت في العين الثالثة مهما حلمت سيصير واقعا ..
قَدِمَ ساريبوتا إلى بوذا .. وتأمَّل بعمق ... بعدها رأى عدة أشياء .. توافدت عليه رؤى عديدة.. كما يحصل مع كل من يغرق في التأمّل العميق ،
بدأ يرى الجنّة ، بدأ يرى الجحيم ، و الملائكة ، الآلهة ، الأرواح الشريرة ، و قد كانوا حقيقة ، واقعا تماما حتى أنه قَدِم مُهرولاً إلى بوذا واصفاً له الرؤى ، فقال له بوذا .. هذا ليس شيئا -- أحلام فقط ... مجرد أحلام ...
ولكن ساريبوتا قال.. لقد كانوا حقيقيين تماماً .. كيف عليَّ أن أقول أنها أحلام؟ عندما أرى الزهرة بعيوني ، فهي حقيقية أكثر من أي زهرة أخرى في العالم ، الشذى موجود ، أستطيع لمسها. عندما أراك - قال لبوذا- لا أراك على أنك حقيقة ، تلك الزهرة حقيقية أكثر من كونك أنت حقيقي ، هنا أمامي تماماً .. إذاً كيف أستطيع أن أفرّق بين الحقيقة و الحلم ؟ قال بوذا : إنك بتركيزك على العين الثالثة صار الحلم و الحقيقة واحداً ، مهما حلِمتَ سيصبح حقيقة ،
و العكس صحيح بالنسبة للشخص المركّز في العين الثالثة ، الأحلام ستصبح حقيقة و الواقع بأكمله سيصبح مجرد حلم ... لأنه بتحويل حلمك إلى واقع لا يوجد فرق بين الواقع و الحلم ، إذن عندما قال شانكارا أن الدنيا كلها مجرد مايا - أي الحلم الإلهي!
هذا ليس اقتراحاً نظرياً ، ليس تصريحاً فلسفياً ..
بل هو بالأحرى ، التجربة الداخلية، لشخص ما مُتركِّز في العين الثالثة ،
عندما تركز على العين الثالثة ، تخيل فقط جوهر البرانا يتدفق من رأسك .. و كأنّك جالسٌ تحت شجرة و الأزهار تتدفق عليك، أو أنك تحت السماء و فجأة بدأت الغيوم تُمطر ... أو أنك تجلس في الصباح وقد أشرقت الشمس وأرسلت أشعتها .. و بدأ النور بالتدفق ، تخيّل ، و مباشرة هناك تدفُّق ، تدفُّق النور يسقط للأسفل من قمة رأسك ..
هذا التدفُّق يُعيد خَلقَك ، يُعطيك بَعثاً جديداً .. أنت مولود من جديد ..
و الأهم من ممارستك لهذا التأمل هو نقاء فكرك قَبلَه ..
القوى الكامنة فينا جبارة ، تستطيع أن تحوّل فكرنا وأحلامنا إلى واقع .. و بما أن غايتنا من هذه القوى سلامُ الأرض ، عمارها لا دمارها .. فلنستغلّها في ما ينفع ولنَشعُر بصفاء الفكر و سلامة النيّة .. لا قَبل هذا التأمل فقط .. و لا قَبل أي تأمل .. بل قَبل إقدامنا على أي عمل .. جاعلين كل أعمالنا .. عبادة.....
ترجمة : يُمن نعناع .. تدقيق: علاء السيد[/align]