فجأة وبلا مقدمات، أكتشف باحثون روس أن اللون الأزرق يشكل خطرا داهما على العين، وأن زرقة سماء الصيف الصافية ومياه البحر اللامعه أي كل ما هو أزرق مضر لعيوننا!.
وقالت جريدة (روسيسكايا جازيتا) الروسية أن مجموعة من العلماء قد رشحت لنيل جوائز الحكومة الروسية لعام 2005 في مجال العلم والتقنية لقاء صنع عدسات صناعية جديدة للعين.
وأجرت مجموعة من خبراء مختبر معهد "عمانوئيل" للفيزياء البيوكيميائية تحت إشراف الأكاديمي ميخائيل أوستروفسكي رئيس المختبر أبحاثا نظرية بحتة. ودرسوا مدى تأثير مختلف ألوان الطيف في البصر ليكشفوا النقاب عن خطر اللون الأزرق على العين، لتضاف الأشعة الزرقاء الى الأشعة فوق البنفسجية الخطرة بالنسبة للعيون.
وقال أوستروفسكي أنه ثبت علميا ان أشكال الأوكسجين السامة التي تظهر بواسطة اللون الأزرق هي سبب العديد من الأمراض الخطرة بما فيها الخبيثة".
وأكدت أبحاث العلماء الروس وجود ثلاثة اتجاهات طبيعية لحماية العيون من هذا الخطر، الاتجاهان الأولان معروفان بالفعل وهما جزء الخلية البصرية الحساس للضوء. والثاني مانع للتأكسد يحمي الخلايا من التأكسد الضوئي ومن التأثير المضر للضوء والأوكسجين. أما الاتجاه الثالث فوجدته مجموعة أوستروفسكي.
وتساءل العلماء: لماذا تصفرّ عدسة العين بمرور العمر؟ إذ أنها عند المولود شفافة لا لون لها بينما تكون صفراء عند كبار السن. وكان الأطباء يرون أن هذا الاصفرار يأتي مع سن الشيخوخة كالتجاعيد على الوجه وشيب الشعر. لكن اللون الأصفر بالذات يمنع في الطبيعة الأشعة فوق البنفسجية واللون الأزرق. وهذا يعني أن اصفرار عدسة العين عند الشيخوخة هو في الواقع حماية طبيعية.
وأصبحت هذه الفكرة أساسا لصنع عدسات صناعية جديدة مبدئيا للعين. وكل العدسات السابقة التي كانت توضع للمصابين بالكتاراكتا كانت تمتص الأشعة فوق البنفسجية الخطرة. غير أن مجموعة العلماء الروس تمكنت من "كبح" جماح اللون الأزرق. وتمت زراعة العدسات الجديدة لنحو 800 ألف مريض.