مدينة جـدة أحد الأماكن الموبوءة عالميا

ملاطفة بين القطاعين الصحي والبلدي بعد تحول جدة إلى مكان موبوء عالميا

خلت قاعة المدينة في فندق هيلتون جدة أمس من لسعات التصريحات الصحافية التي أثيرت خلال الأسابيع الماضية، على جلد العلاقة بين الجهات البلدية والصحية في جدة، حول تحديد مسؤولية استيطان مرض حمى الضنك، الذي حوّل جدة إلى أحد الاماكن الموبوءة عالميا حسب التقارير الصحية الدولية. وجاءت مناسبة إطلاق الحملة التوعوية الصحية الثانية بمرض حمى الضنك التي رعتها الشؤون الصحية ممثلة في الرعاية الصحية الأولية في جدة بمشاركة أمانة المدينة لتعلن عن عهد جديد من التنسيق والتكامل حسب تصريحات المسؤولين في محاولة للقضاء على المرض بشكل نهائي عبر خطة عمل مشتركة وتفعيل أكبر لدور المواطن في الحملة مع وعود بالشفافية المطلقة مع وسائل الاعلام فيما يخص الإعلان عن الحالات المشتبه بها أو المصابة، وتأكيد على مسؤولية مماثلة لوسائل الاعلام في إنجاح أهداف الحملة التوعوية.

وقال الدكتور معتوق العصيمي مساعد مدير الشؤون الصحية للرعاية الصحية الأولية في جدة، إن الخطوات جادة لكي لا يكون هناك حملة ثالثة في العام المقبل، داعيا كافة الجهات لتحمل مسؤولياتها كاملة في القضاء على المرض، مؤكدا في الوقت نفسه أن حمى الضنك من الأمراض التي يمكن مقاومتها متى ما سارت الخطوات الصحية والرقابية في إطارها السليم.

الحملة شهدت أول حضور اجتماعي لممثلي المواطنين من أعضاء المجلس البلدي، في خطوة إعتبرها الحاضرون بادرة جيدة نحو التحرك الايجابي لمؤسسات المجتمع المدني في الضغط على القطاعات الحكومية للقيام بواجباتها، ومراقبة نواحي التقصير، وهو الأمر الذي أكده الدكتور حسين البار وهو عضو المجلس البلدي في جدة ومتخصص في الطب الوقائي، مضيفا أن تحركات رفيعة المستوى خلال الايام الفائتة مع مسؤولين حكوميين أبدت اهتمامها بخطورة المرض وكلفت الجهات المعنية ببذل كل الجهود للسيطرة على المرض والقضاء عليه.

وفي رد على سؤال لـ «الشرق الأوسط» حول مستوى المراقبة على أداء الشركات والمؤسسات المرخص لها برش المنازل من البعوض الناقل للامراض وأن هناك عدم رضا شعبي من المواطنين على أداء تلك الجهات.

من جهته قال عوض القحطاني وهو مدير صحة البيئة في أمانة جدة، «أن حوالي 28 فرقة خاصة بالمراقبة ستعمل على مدار الساعة لمتابعة أعمال الامانة الميدانية في الرش كما ستكون مراقبة أداء تلك الشركات والمؤسسات من أولويات اهتمامهم لدعم كل السبل الكفيلة بالقضاء على البعوض».

الحملة التي ستنطلق في 11 من فبراير الجاري، لمدة شهر كامل عن طريق 42 مركزا صحيا وجولات ميدانية على المدارس والمراكز التجارية، وتوزيع المطبوعات على كافة المنشآت الصحية وغير الصحية، اضافة لعدد من الوسائل الاعلامية والاعلانية ولوحات الطرق والشوارع، قال عنها منظمو الحملة أنها الأضخم على مستوى البلاد.

في الوقت الذي كان الحديث بين الحاضرين عن جدوى الحملة ما لم تشتمل على خطة زمنية معلنة من قبل الجهات ذات العلاقة لتساعد العاملين على إنفاذ برامج الحملة التوعوية على وضع استراتيجية واضحة يمكن للمواطنين التفاعل معها بشكل إيجابي.

يذكر أن البعوضة التي تسبب حمى الضنك، والتي تسمى «شعبيا» البرنسيسة «كونها تحب الاماكن المعتدلة والعيش في الظل»، أكتشف أول ظهور لها في ******** بداية التسعينيات الميلادية، وسجل العام 2000 أهم انتصارات الجهات القائمة على محاربتها بعد أن خلت كشوفات وزارة الصحة من تسجيل أي حالة مصابة أو متوفاة، غير أن انحدارا كبيرا منذ العام 2001 في جهود المكافحة أدى لتزايد الحالات المصابة إلى أكثر من 300 حالة مصابة بالمرض نجم عنها رسميا وفاة أربعة أشخاص.

الشرق الأوسط